إنتهت الحرب الإسرائيلية-الإيرانية، ومعها عاد الأمل إلى لبنان بأن يكون هناك موسماً سياحياً جيّداً، رغم أن الإعتداءات الاسرائيلية على لبنان لم تتوقّف وهناك خوف جدّي من تجدد الحرب، نتيجة الضغط الذي يمارسه الأميركي والإسرائيلي من أجل نزع سلاح "حزب الله"، الأمر الذي سيلقي حتماً بظلاله على الوضعين السياحي والإقتصادي.
قبل منتصف حزيران، أي مع بداية الموسم السياحي، كانت التوقعات بأن يكون واعداً جداً ليضاهي موسم 2019، ولكن الحرب بين إسرائيل وإيران والخوف من توسعها في الشرق الأوسط، بالاضافة إلى تعطيل حركة الملاحة العالمية والغاء العديد من شركات الطيران رحلاتها إلى لبنان وغيرها من العوامل، غيّر كلّ تلك التوقعات وأعاد خلط الأوراق من جديد.
اليوم ومع مضي وقت على توقف تلك الحرب وعودة شركات الطيران، يرى رئيس نقابة أصحاب المؤسسات السياحية جان بيروتي أن "من هو متوقع أن يأتي الينا هو اللبناني المغترب، ولكن للأسف هناك الكثير من الناس الغوا رحلاتهم، وغيروا وجهة اجازتهم إلى دول أخرى".
"ما تبقى من الموسم السياحي حتى اليوم هو حوالي شهر ونصف الشهر". هذا ما يؤكده بيروتي، مشيراً إلى أن "موسمنا السياحي في السابق كان بحدود خمسة أشهر، بينما اليوم أصبح بالكاد لشهرين". ويلفت إلى أن "هناك حضوراً خجولاً للسواح من الدول العربية، بعدما كنا نأمل بقدومهم قبل اندلاع الحرب الاسرائيلية على إيران، ولا يجب أن ننسى أن الخضات السياسية والأمنية في لبنان، التي حتماً ستمنع أو تعيق قدومهم ولو أن تلك الحرب انتهت". هذا الكلام يؤكده بدوره أمين سرّ نقابة المطاعم خالد نزهة، الذي يشير أيضاً إلى "الحضور اللبناني الجيّد، واللافت أننا بدأنا نرى قدوم المغتربين من كندا وأميركا، وهؤلاء لم يحضروا إلى البلد في العام 2024".
ولا يخفي نزهة أننا "لا نزال نعيش هاجس القلق ولكن نأمل أن يمتدّ الموسم السياحي إلى منتصف أيلول المقبل"، لافتاً إلى أن "هناك حضوراً خجولاً من الدول الاوروبية، ونتمنى قدوم هؤلاء في حال كان هناك طمأنينة وتحسنت الأوضاع". أما بيروتي فيشرح أن "مدخول القطاع السياحي في العام 2023 بلغ حوالي 6 مليار دولار، وفي العام 2024 بلغ 4 مليار دولار، أما اليوم فنطمح إلى أن يبلغ كالعام الفائت، لأن هناك تهديدات ومخاوف من تجدد الحرب، وهذا حتماً سيؤثر على الناس ويدفعها إلى عدم القدوم، وبالتالي سينعكس على القطاع السياحي". ويضيف: "ما يجب أن نعوّل عليه اليوم هو موسم الأعياد المقبل ويجب التحضير له لأن لبنان لطالما كان مقصداً للسواح، شرط أن يكون هناك طمأنينة واستقرار". بعد كلّ هذا حاولت "النشرة" التواصل مع رئيس أصحاب الفنادق بيار الاشقر للاطلاع على أوضاعها دون أن نلقى جوابا.
إذاً، يعتبر لبنان وجهة أساسية للسياحة، لكنه يحتاج إلى استقرار من اجل موسم سياحي واعد، فهل ينعم بالأمان للتعويض في موسم الأعياد المقبل؟.